Wednesday, June 13, 2007

رقيه و شمس


تلمع عيناها

تحتد كثيرا لأتفه الاسباب

اعلم ما بها

سوف ترحل

تذهب لبلد ليس بها عبير حبنا

نعم اعلم ذلك يا امي

سوف ترحل رقيه و شمس

الي اميريكا

رقيه بلغت من العمر فوق الخمسين

تخافي ان تذهب بعد ذلك العمر الذي اكتسب لون وجهها بتراب مصر

دون عودة

لا تحزني ارجوكي

سوف نذهب لها

نقضي ليله جميله
لا تخلوا من الضحك الممزوج بالدمع
نخفي جميعا خوفنا من عدم اللقاء بعد الفراق
اما شمس
صغيره
تشعر بالخوف

قالت لي
عارفه يعني ايه تسيبي مكان كل حته فيه ليها معني عندك

شمس صغيره جدا
نظرت لها
انها تجربه جديده
انت صغيرة وسوف تتعلمي من ذلك كثير, اكتسبي الخبرة و اللغه, تعلمي الجديد, اجعلي هناك شغف لمعرفه عوالم اخري غير عالمك الصغير

نظرت لغرفة شمس
كانت تذاكر علي الحائط لغة عربيه و رياضيات و كل المواد الدراسيه
طفلة لاقصي الحدود

جاءت ابنت خالتي
و رحلت قبل ان احضر انا و امي
احتدت امي
و صرخت
لماذا رحلت قبل ان نمضي الليلة معا
كان صوتها يختنق كثيرا و هي تتكلم
لم استطع ترك امي هكذا
قطعت مسافه طويله جدا لاحضار ابنت خالتي
جعلتها مفجأه لشمس
لنقضي معا اخر ليله لرقيه و شمس

كنا خمس نساء
جافي عيونا النوم
جلجلت ضحكاتنا
جلست رقيه ترينا صور من زمان فات
كانت هناك تجلس سيدات اشبه بشادية و عماد حمدي
روت لنا قصص من الماضي
حكت لنا كم كانت مصر جميله
حتي الفجر

دعونا جميعا بان لا نفترق
قالت شمس ضاحكة
هعدي المحيط و شكلنا هنغرق هناك
و السمك ياكلني
طب اقول انا مت ازاي؟؟
اكلني السمك!!


لازلت متيقظه من امس اشعر بتعب شديد
لا اعلم ماذا حدث حتي تلك اللحظه
انهم جميعا في المطار ,اما انا انطلقت لعملي
لازال حضن رقيه و شمس يحتضني
ضمتناني بقوة شديده
لم اجد غير كلمه واحده

استودعكم الله

استودعكم الله

اعلم ان امي سوف تبكي كثيرا
و لكن تلك هي الحياة
شمس ورقيه في قلوبنا
و الفارق ليس بكبير

فقط المحيط

5 comments:

الوردة السوداء said...

انا حساها قصة

طب انتى ليه كاتبها بترتيب السطور كدة؟؟

صوت فيروز said...

هي موقف في حياتي كان في ليله واحده بس,لكن ليها تاثير

السطور دي يمكن عشان عايزه اكتب مشاعر كتير في جملة واحده
مجرد جمل توصل للبيقراها
مافيش تسلسل درامي اصلا للقصه
مجرد مشاعر فوق بعضها

مصطفى حسان said...

كنت كتير بحاول أسأل نفسي يعني إيه غربة .. وليه فعلا الانسان بيحس بحنين لشوية التراب اللي بيسميهم وطنه حتى لو كان وطنه ده مبهدله .. اعذريني في الأسلوب فقد كنت أفكر فيه هكذا
ولكن بعد مرور أكتر من خمس أعوام .. وقرأت خطابا كان قد أرسله أبي لأمي من باريس وأنا كنت وقتها طفل . قرأت هذا الخطاب عندما كبرت .. مازلت أحفظ كل كلمة في هذا الخطاب وأدركت من كل كلمة ماذا تعني الغربة .. إنها التداخل في مجتمع اخر وبعد وقت طويل لا تكتشف إلا شيئاواحدا
وهو أنك قد اشتقت للبوابة الحديد اللي تحت بيتكوا

صوت فيروز said...

عايزه اقولك ان جميل اوي تعبير ( اشتقت للبوابه الحديد اللي تحت بيتكوا)
حجات بسيطه بس جميله
شكرا ليك و ان كان الفضول بيخلني اسال ايه اكتر جمله حسيت بيها في جواب ولدك
و بقي زورنا كتير

BackBone said...

جميل قوي ياصوت الاحساس اللي في الموقف ده

فعلاً الغربه دي حاجه صعبه قوي

مره اختي سافرت امريكا قعدت مكتئب اكتر من شهر و مبفكرش غير فيها

و لما سافرت هولندا كانت هموت و بتقطع من جوه علي سندوتش بطابس بوريه من التابعي