كعادتي كل يوم انزل متأخرة عن موعدي ألملم نفسي ادخل سيارتي دون ادني اهتمام بما حولي سوي مفتاح الكونتكنت ابحث عن شريط محمد جبريل لاسمعه و اخرج باقي الشرايط , الطريق طويل يصل للساعتين تقريبا يمكن سماع وصلتين لام كلثوم دون ملل و اهو ساعه لربك و ساعه لقلبك,,,ء
لست مهتمه بما يدور حولي مجرد نظرات سريعه من خلف نظارتي الشمسيه مع النظر في مرأه العربيه لمعرفه الي اي مدي وصل القشف عندي, و هل تمت تغطيته بمعجون الكريمات و خلطة الاسمنت و الصبه اليوميه التي اضعها علي وجهي في محاوله جاده لتغطيه اثار العدوان الثلاثي و الرباعي و الخماسي اثر التعب و الملل و البحلقه عدد اتناشر ساعه كل يوم في الكمبيوتر حاله مذرية وصلت اليها من كثرة التفكير و المجهود و مع بعض الالوان الخفيف (قال يعني طبيعي )لاني ذاهبه اللي العمل مش لملهي ليلي زي ما بشوف ناس عاملين
,,,
برد الشتاء بدأ في عمل تسويس خطير في جهازي الهيكلي و ان كان معروف عند اهل الطب بانه ينقسم اللي هيكل عظمي محوري و هو العمود الفقري و الجمجمه و القفص الصدري,,,و طرفي و يمثل الطرفين السفلي و العلوي
و بالنظر لتلك التقسيمه نجد ان العمود الفقري مصاب بانعواج ولا أنعواج ايد السيد هوك او الاقرب للذهن احدب نوتردام
اما الجمجمه فهي صيف شتا من كتر التفكير تقريبا اتشققت
بالنسبه للقفص الصدري فده طابق عليا علي طول
لكن لا نكذب القول أني اتحايل علي هذا الموقف بعمل غسيل وش يومي في محاولة مني لعدم اظهار النكد و قرف السنين و الايام
ورغم ده كله و يبان من بره هالله هالله و من جوه يعلم الله ,,,يعلم الله اني حزينه و مخنوقه و ان ريحه البرفان اللي الواحد بيحطها بيحطها عشان يغطي علي حالة موعان النفس الموجوده يكفي منظر الزبالة و لا اعلم اصحاب الفيلا التي امامنا مستحملين ازاي المنظر ده
ورغم كل هذا اذا بها فتاة لم تتجاوز من الارض سوي نصف المتر و من عمر السنين سوي الثمانيه اعوام
بين كوم الزبالة التي صنعتها الحكومه في شوارعنا المصريه حيث جعلت علي اول كل شارع مقلب زبالة جميل بدل من ان تتزين شوارعنا بالحدائق (رحمتك يا رب)ثم ياتي الزبالين لكي يزيدوا الطينه باله مخرجين ما في السلال لعمل فرز يومي للكرتون و البلاستك و القرف ده تاركين صناديق الزبالة ما بداخلها خارجها و ما فوقها تحتها
اما هي فتقف وسط كل هذا و كانها ملكة متوجه تجلس في حديقة قلعتها بين الزهور ترقص بحركات متمكنه و كانها تستعرض فيدو كليب من الدرجة الاولي ممتاز للمخرج ابي طارق المعاري و الذي بدوره يقوم بتعرية كل من اتي تحت يديه في فيدو كليب
الاعجب انها لاتشعر باي مشاكل منغمره في رقصتها و كانها ترقص في معبد الاله امون مقدمه له القرابين
تحرك يدها ببراعه تغزل من الموسيقي التي لا نسمع منها شئ سوي في عقلها اثواب حريريه منفصلة تماما عن أثواب الشوك التي غزلتها الحياة بطبعها,,,,, واضعه تلك في الفتاة في كوم الزبالة
تركت كل شئ في يدي و نظرت لها ناسيه الزمان و المكان ذهبت معها اللي عالمها في انتظار الحركة التي تالي ما تفعله متشوقه لمعرفه سر هذا الرقص العنيف الساعه السابعه و النصف صباحا دون موسيقي او الحان او جمهور و تحتها كومة الزبالة و فوقها سحابة الشتاء القارص
بدا عقلي يفكر هل هي سعيده حقا !ام انها تصنع السعاده مثل صبه الاسمنت التي اقوم بها صبحا ؟؟؟ هل هي غافله عن ما يدور حولها ام انها مدركة تمام الادراك و متعايشه مع ما هي فيه؟؟؟
لا اعلم
اكثر من ذلك تشويقا ما الذي يجعل فتاة في هذا السن ترقص بكل هذا الاحتراف؟؟؟؟ و كانها كانت في فرقة رضا للفنون الشعبيه
هل هي جينات موروثه للرقص الشرقي ,,,ام ان ثقافة الفيديو كليب و الوصلات ام تلاتين جنيه هي من وراء الاحداث
لا اعلم
ربما انه شئ عادي و لكن براعتها في تأدية حركتها اللولبيه هو ما استفذني
ولكني لم اري من قبل محفل علي اكوام الزبالة مثل تلك